تعود إلى دبي الأسبوع المقبل “قمة مستقبل البلوك تشين” التي ترسي أجندة عمل القطاع على مستوى العالم، وتجمع نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين بهذا المجال.
ومن المقرر أن تجري أعمال القمة على مدار يومي 2 و3 أبريل المقبل بمركز دبي التجاري العالمي، وسوف يتعرف الزائرون من خلال تجربة “مدينة المستقبل” التي تستعرضها “دو” وتضم 16 مرحلة، على رحلة أي مسافر عندما يصل إلى مطار دبي وانطباعاته. ومن خلال استخدام كود QR فريد خاص بالهواتف الذكية، يبدأ المسافر تجربته عند مكتب تدقيق جوازات السفر، ومن هذه المرحلة يبدأ أول تسجيل لبياناته في شبكة “بلوك تشين”، ومنها تبدأ رحلة استكشافه على الشبكة.
وتجدر الإشارة إلى أن “بلوك تشين” هي سجل عبر الإنترنت للمعاملات والأحداث (الكتل)، وتقوم فكرة عملها على الربط بين كتل المعلومات هذه في صورة سلسلة زمنية. ويتم إنتاج هذه السلاسل بعد ذلك ملايين المرات، بمعنى أنه إذا حاول أحد قراصنة الإنترنت اختراق حلقة من حلقات هذه السلسلة، فإنه يتم التعرف عليها كشئ غريب، ومن ثَمّ يتم تجاهلها، بما يضمن دقة سلسلة الأحداث.
وتختلط الأمور على الكثيرين بشأن فهم هذه التكنولوجيا. فقد أشارت نتائج استطلاع للرأي أجري خلال دورة العام الماضي من “قمة مستقبل البلوك تشين” إلى أن 76% من الحضور أقرّوا بأنهم جاءوا إلى الحدث فقط لمجرد محاولة فهم طبيعة عملها. وتهدف تجربة “مدينة المستقبل” إلى الشرح المبسّط حول استخدام هذه التكنولوجيا.
وسيتم شرح ذلك من خلال مرور كل مسافر على مختلف الخدمات المتوفرة في المدينة، حيث يحفل مقر انعقاد القمة بنماذج لهذه الخدمات، حيث يقومون من خلالها بإضافة المزيد من بياناتهم الخاصة إلى شبكة البلوك تشين بكل بساطة من خلال مشاركة هويتهم مع جهات مثل الفنادق وشركات التأمين والرعاية الصحية والمنصات الإعلامية. ويتسنى للمشاركين بعد ذلك، الاستفادة من هذه الرموز، في صورة نقدية، وإنفاقها، وهو ما يتحقق بفضل هذه الميزة التجارية الأولى من نوعها والمتوفرة ضمن خاصية البلوك تشين كخدمة، والمقرر أن تدشنها “دو” خلال الحدث.
ويتم من خلال هذه التجربة التفاعلية الأولى من نوعها في العالم استعراض نموذج لرحلة سفر عبر منصة بلوك تشين، حيث تتيح للمشاركين تجربة عملية للإلمام بشكل أكثر عمقاً بطريقة عمل هذه التقنية وإلى أي مدى يمكن أن تساهم في تغيير حياة المستخدمين.
ويقدر عدد المستخدمين لحافظة بلوك تشين على مستوى العالم بحوالي 32 مليون شخص، وفي الوقت الذي تستعد دبي لاستضافة ملايين الزائرين من جميع أنحاء العالم في معرض “إكسبو 2020″، فإن رحلة مسافر على دراية بهذه التقنية تعد بمثابة الطريقة المثالية لاستعراض القدرات التي توفرها.
وسوف تتيح الدورة الثانية لـ “قمة مستقبل البلوك تشين” للزوار رؤية غير مسبوقة حول إمكانيات هذه التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويأتي انعقاد القمة في إطار استراتيجية دبي للبلوك تشين، والتي تواصل من خلالها الإمارة المضي قدُمُاً نحو تحقيق أهدافها لتكون الحكومة الأولى على مستوى العالم من حيث تنفيذ كافة معاملاتها باستخدام تكنولوجيا البلوك تشين بحلول عام 2020.
وتتيح تكنولوجيا “بلوك تشين” قدرات من شأنها أن تحقق التحول وتعيد تشكيل مستقبل المعاملات الرقمية والبيانات على امتداد كافة القطاعات. وبحسب خبراء في هذا المجال، فإن تأثير هذه التكنولوجيا سوف يشمل هذه القطاعات، بدءاً من التجارة الإلكترونية والاقتصاد الإبداعي، إذ ستساهم “بلوك تشين” في إحداث التغيّر بطريقة مشاركة الأفراد والشركات للبيانات.