وقعت دولة الإمارات مُمثَّلةً في مركز محمد بن راشد للفضاء، ودولة روسيا الاتحادية، مُمثَّلةً في وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة “سويوز إم إس” الفضائية.
وأشار الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والمشرف العام على مشاريعه وخططه، الى أن أول رائد فضاء إماراتي سيغادر الأرض إلى المحطة الدولية للفضاء خلال عام واحد وذلك بعد الانتهاء من اختيار المرشحين من خلال “برنامج الإمارات لرواد الفضاء” ضمن “البرنامج الوطني للفضاء، من أجل ضمان انتقاء أفضل العناصر المؤهلة للقيام بهذه المهمة التاريخية التي ستضيف انجازاً نوعياً جديداً لدولة الإمارات في مجال صناعات المستقبل، متمنياً سموه التوفيق لجميع القائمين على البرنامج في مهمتهم الوطنية الكبيرة.
تم توقيع الاتفاقية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية “يونيسبيس +50 “UNISPACE ، والذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا خلال الفترة 18 -21 يونيو الجاري، ووقعها سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيرجي كيركولوف – مدير برنامج رواد فضاء وكالة الفضاء الروسية.
الشباب في مقدمة المرشحين
وسوف يتم اختيار أربعة من بين 95 مرشحاً ( 75 شاباً و20 فتاة) تتراوح أعمارهم بين 23 و48 عاماً من جميع إمارات الدولة، والذين تمكنوا من التأهل إلى المرحلة القادمة من “برنامج الإمارات لرواد الفضاء” .
محطة متطورة استقبلت 220 رائد فضاء
يُشار إلى أن محطة الفضاء الدولية تعد من أهم الابتكارات الحديثة، وهي بمثابة قمر صناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من الوصول إلى اكتشافات مذهلة لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض.
وتدور المحطة في مدار أرضي منخفض ثابت بسرعة 5 أميال في الثانية، ما يعني أنها تستغرق نحو 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض، وتضم المحطة على متنها طاقماً دولياً يتألف من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، وذلك لتطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل إليها إلا في الفضاء.
وبدأت المحطة باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ عام 2000، ووصل عدد رواد الفضاء الذين استضافتهم المحطة حتى الآن أكثر من 220 رائد فضاء ينتمون إلى 17 دولة، وتمتد الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة على مساحة واسعة تزيد على نصف مساحة ملعب كرة القدم، ما يجعلها ثاني أكثر جسم لامع في الفضاء بعد القمر.