أجمع المشاركون في مؤتمر دور الشباب في أزمة اللاجئين الذي نظمته الجامعة الأمريكية في دبي بالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين أمس في الحرم الجامعي وبدعم من ام بي سي الأمل، على أهمية المؤتمر في تحفيز الجيل الناشئ على تحمل المسؤولية للعمل على تقديم المساعدات للنازحين بطرق مختلفة سواء من خلال التطوع او من ابتكارات جديدة يمكن ان تساهم في ايجاد حلول انسانية لهؤلاء الذين دفعوا ثمن الحروب في المنطقة.
جلسة العمل الأولى
تحدث في جلسة العمل الأولى أدارتها الإعلامية ريما مكتبي، التي استهلتها بسرد تجربتها الشخصية عن الحرب الأهلية في لبنان، حيث قتل والدها وهي في عمر السنتين. ورغم أنها لم تضطر للعيش في المخيمات، لكن الحرب تسببت بحرمان بعض اخوانها من التعليم. مضيفة أن والدتها كانت دوماً تردد أن “المدرسة أهم من الطعام، فالمستقبل لجيل اليوم.” بعدها ركز المشاركون على التعليم.
استهل حلقة النقاش مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس، حيث تحدث عن تجربة الأوروبيين في التعامل مع الأزمات، فقال “نحن نعيش في زمن النزاعات والكوارث الطبيعية والاحتياجات الانسانية، فالاتحاد الأوروبي يعتبر من أكبر المانحين في مساعدة المحتاجين، لا سيما في سورية، حيث أنفق 8 بليون يورو منذ بداية الأزمة.”
وتحدث عن إحدى تجاربه، حيث التقى بأم سورية، لاجئة ووحيدة مع 6 أطفال. حيث وفر لها جميع الاحتياجات الأساسية، فشكرته على مساعدته، منوهة أنها بحاجة لتعليم أطفالها ومنحهم المستقبل. لذلك قرر أن يزيد ميزانية التعليم إلى أربع مرات في عام 2015، وست مرات في عام 2016، وهو على استعداد أن يزيدها في المستقبل لضمان حق التعليم. فالتعليم يساعد على تجنب حالات مثل الزواج بالإكراه، وعدم التوظيف.
دبي العطاء
لفت الرئيس التنفيذي لدبي العطاء طارق القرق، الى نقص التمويل المخصص لتعليم اللاجئين حيث يخصص 2% فقط لهذا الغرض، كما أن الفتيات هن الأكثر تأثراً بذلك مقارنة مع الأولاد من نفس الفئة العمرية. فالفتيات يجبرن على ترك المدرسة بنسبة تقدر 2,5 مرة أكثر من الأولاد.
الزلزال المستمر
عن تجربة لبنان في استقبال اللاجئين السوريين، قال وزير التربية والتعليم السابق، إلياس بو صعب أنه يعيش في لبنان حولي ٤ ملايين مواطن، مضيفاً لجوء 500
ألف فلسطيني ومليون سوري. لذلك قرر وزير التربية والتعليم التفكير خارج الاطار المحلي لحل هذه الأزمة. الأزمة في لبنان قد بدأت منذ 5 سنوات ومازالت مستمرة، لذلك، من المهم إنهاء هذا “الزلزال”، عن طريق مشاركة الشباب لآرائهم، العمل جنباً إلى جنب، التوصل إلى أفكارٍ إبداعية لمساعدة هذا الجيل الضائع، الذي من الممكن أن يؤثر على العالم بأسره إن لم يتم التصرف حيال الموضوع.
السفير البريطاني السابق
توم فليتشر، سفير بريطانيا السابق في لبنان، وأستاذ زائر في جامعة نيويورك والأكاديمية الدبلوماسية قال:” إن الكرم ليس مهم بقدر الكرم مع تقديم أفكارٍ إبداعية، فاللاجئين هم جيلٌ ضائع بحاجة إلى الأفكار والوقت إلى جانب المال، ويجب أن نتوقف عن تقييم الدول على حسب من قام باستضافة كأس العالم وإلخ. بل يجب تقييمها بحسب الأعمال التي تقوم به”.