قام اثنان من طلاب الهندسة من الجامعة الأمريكية بالشارقة بتصميم كرسي جوي متحرك يجعل تجربة السفر بالطائرة أكثر راحة وأقل إحراجًا للمسافرين. وسيتيح هذا الكرسي لمستخدميه استعمال كرسي واحد خلال الرحلة بأكملها، بدءًا من صالة المغادرة في المطار وحتى تحليق الطائرة. وقد أتاح هذا الابتكار لكلٍّ من عامر صديقي، وعلي أصغر سالم، الفوز بالنسخة الوطنية من مسابقة الابتكار الطلابي العالمية، جائزة جيمس دايسون.
يعتبر السفر بالطائرة أمراً بالغ الصعوبة لأصحاب الهمم، خاصة عند استخدامهم الكرسي المتحرك. وهناك العديد من الأمثلة عن عدم استقبال ركاب من أصحاب الهمم لأن كراسيهم المتحركة لا تتناسب مع الطائرة، أو تركهم ينتظرون لساعات حتى يتم إنزالهم من الطائرة. ويواجه المسافرين من أصحاب الهمم أيضاً صعوبات كبيرة عند استخدامهم السلالم والمقاعد الضيقة، وفي أغلب الأوقات يحتاجون لمساعدة الموظفين والإعتماد عليهم في الصعود لمتن الطائرة وإنزالهم منها. وقد حدث في عام 2017 مثال بارز على ذلك الأمر، إذ روى فرانك جاردنر، مراسل شبكة بي بي سي تجربته عندما كان يترك على متن الطائرات لعدة ساعات.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد، يعاني حوالي 11% من السكان من أحد أشكال الإعاقة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
قام السير جيمس دايسون باختيار الكرسي الجوي بنفسه من بين آلاف الأفكار المشاركة في المسابقة، وذلك لذكاء هذا الاختراع. وسيتم منح 7000 جنيه إسترليني للفائزين بالمركز الثاني في جائزة جيمس دايسون لمساعدتهم في بدء مشروعهم، مما يمكّنهم من مواصلة اختبار تصميمهم وتحليله، بهدف بناء نموذج أولي عملي واختباره على أرض الواقع.
كيفية عمل الكرسي
ويمكن استخدام الكرسي الجوي هذا تماماً كأي كرسي متحرك عادي، سواء بشكل كهربائي أو يدوي داخل مبنى المطار. ولا يزال مشروع هذا الكرسي في مرحلة المفهوم، وستشمل المراحل التالية بناء نموذج أولي، حيث سيتم الأخذ بعين الاعتبار جميع قواعد السلامة واللوائح التنظيمية الخاصة بالكراسي المتحرك والسلامة التنظيمية لهيئات مثل: هيئة الطيران المدني، ومنظمة الطيران المدني الدولية، وإدارة الطيران الفيدرالية، وإدارة الغذاء والدواء الفيدرالية، الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية.
وبمجرد الوصول إلى مقصورة الطائرة، يسمح التصميم الأنيق للكرسي بانسيابه بسلاسة في الممر، الذي عادة ما يكون ضيقًا للغاية بالنسبة لمعظم الكراسي المتحركة العادية، كما أن الكرسي مصمم ليتناسب مع مقعد الطائرة تمامًا حيث يندمج به عبر الانزلاق بواسطة عجلات كروية. وتقوم آلية القفل المدمجة التي ترتبط بالقضيب المعدني الموجود أسفل مقعد الطائرة مع حزام الأمان بتقييد حركة الكرسي الجوي وتوفر الثبات أثناء الرحلة. وباستخدام هذا الحل، يمكن للمسافر استخدام كرسي متحرك واحد لرحلة السفر بأكملها. وفي سياق سعي المبتكرين إلى تحقيق أقصى قدر من المرونة، يتميز الكرسي الجوي بقابلية الطي بكل سهولة، مما يقلل من ارتفاعه بأكثر من الثلثين عندما لا يكون قيد الاستخدام.