استقبلت دبي إطلاق فعالية مخصصة للشركات الناشئة، حيث انعقدت الفعالية المسمّاة “الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس” استجابة للحاجة إلى مركز متخصص للمستثمرين وحاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال، بهدف إلى التعرف على أهمّ الشركات الناشئة في العالم ودعم الشباب وتمكينهم من أدوات النمو. وتشكّل الفعالية منصة تقنية ديناميكية شاملة من شأنها أن تعزز التبادل المعرفي حول العالم، وتدعم النمو الاقتصادي، وتشجيع على الاستثمار في الشركات الناشئة في أرجاء المنطقة.
وتُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة موئلاً للابتكار التقني، ولطالما اتسمت بإقبالها المبكّر على تبني أحدث التقنيات، في حين تصل نسبة انتشار الإنترنت في المنازل بالدولة إلى 95 بالمئة، بحسب تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات بعنوان “حالة الاتصال عريض النطاق في 2015“. ومن شأن مكانة أسبوع جيتكس للتقنية، المستضيف لحراك الشركات الناشئة العالمي هذا، كأبرز حدث لتقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة، أن تتيح له موقعاً فريداً لدعم الشركات الناشئة ووضعها في دائرة الضوء.
وتُعدّ دولة الإمارات مركزاً حيوياً مستقطباً للشركات الناشئة، يزيد من جاذبيته تنامي الشريحة السكانية المعتمدة على الرقمنة، وإمكانية الوصول إلى الأسواق التقنية الناشئة في العالم. وقد منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دعم رواد الأعمال الشباب الأولوية، فاعتمد حديثاً خطة العمل وبرنامج المئة يوم الذي وضعته معالي شمة بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزير الدولة الإماراتي لشؤون الشباب. وتهدف استراتيجية مشاركة الشباب الإماراتي إلى بلورة بيئة تتيح المجال أمام الشباب للابتكار من أجل الصالح العام للمجتمع.
ويحظى رواد الأعمال الشباب والشركات الناشئة بالقدرة على المساهمة الفعالة في خلق فرص العمل للخريجين الجدد. ويُتوقع أن يُضيف أصحاب المشاريع الرقمية 14 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول العام 2020، وفقاً لتقرير “عوامل مضاعفة النمو في ظلّ الثورة الرقمية” الصادر حديثاً عن شركة الاستشارات “أكسنتشر”، فيما يُتوقع أن يضيف رواد الأعمال، على الصعيد العالمي، 1.5 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول 2020، بحسب تقرير حديث آخر للشركة بعنوان “تسخير قوة رواد الأعمال لفتح آفاق الابتكار“.
وفي شأن ذي صلة، تنطوي استضافة دبي لمعرض إكسبو الدولي 2020 على ثروة هائلة من الفرص الجديدة في مجال المشتريات للمنطقة. ومن شأن الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس تعزيز هذا النمو المرتقب من خلال إتاحة فرصة فريدة أمام المستثمرين الدوليين للوصول إلى سوق الشركات الناشئة في المنطقة، ودعم فرص العمل المتنوعة بين الشباب والنساء من أصحاب المواهب في مجالات التقنية، وتطوير ثقافة الأعمال الريادية على الصعيد الإقليمي.
شركات ناشئة جديدة وفائزة بالجوائز تشارك في الحراك
شارك في الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس أكثر من 410 شركة من نحو 60 بلداً، يظهر أكثر من نصفها على الساحة العالمية لأول مرة من خلال هذه الفعالية. ويمثّل التنوع الذي يشهده الحراك، سواء من جهة الحضور الدولي أو مستوى تطوّر الشركات المشاركة، علامة فارقة رئيسية لهذه الفعالية على المستوى العالمي.
وقامت حكومات عديدة من أنحاء المعمورة بإرسال وفود مؤلفة من بعض أفضل المبدعين الشباب لتمثيل بلدانهم في الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس، في خطوة فريدة من نوعها ترمي لإظهار الدعم الرسمي للمبدعين الشباب وحراكهم العالمي هذا، الذي يشارك فيه 14 وفداً بقيادات حكومية، من بولندا وروسيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية، مع تمثيل لأول مرة من سلطنة عُمان ومصر والمغرب وهنغاريا واليابان.
وكان النجاح حليف كثير من الشركات الناشئة المبتكرة في دولة الإمارات، مثل شركة حجز السيارات “كريم”، وشركة توصيل البريد السريع “فيتشر”، ومنصة التسوّق الإلكتروني “سوق دوت كوم”. وفي هذا السياق، أكّد مُدّثر شيخة، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لـ “كريم”، أن دولة الإمارات “المكان الأمثل للشركات التقنية الناشئة لتحقيق النمو”، قائلاً إن الشركات المشاركة في الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس “يمكن أن تستفيد من محاولات الحصول على تمويل من مستثمرين قادمين من أسواق ناشئة، يتوقون لتمويل ابتكارات جديدة”.
وشملت قائمة الشركات الناشئة المبتكرة المشاركة كجهات عارضة في الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس: “بي هابي بي هيلثي” الألمانية، المختصة بطب الطاقة المستقبلي، و”بلبل”، أول تطبيق سفر للأطفال في الهند، و”آي كير” من دولة الإمارات، أول تطبيق متنقل في العالم لدعم بنوك الدم، ومنصة التجزئة المتنقلة الأسرع نمواً في باكستان JustPrice.pk.
منصة استثمارية
مثلت الشركات المشاركة في الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس، العارضة لتقنيات مبتكرة لتعزيز الأعمال وزيادة الإنتاجية، قطاعات متنوعة من أبرزها التعليم والمال والتسويق. كذلك تعرض شركات ناشئة أخرى مبتكراتها الثورية التي تمسّ قطاعات حيوية مهمة، مثل التصنيع والطاقة والتقنيات الاستهلاكية والإمداد اللوجستي والرعاية الصحية وتجارة التجزئة وأمن الإنترنت والسياحة.
وسعى مستثمرون، في ظلّ خدمة التوفيق بين المستثمرين والشركات الناشئة التي يتيحها الحراك وتُقدم بتصميم يناسب الاحتياجات الشخصية، إلى الاستفادة من فرص التواصل الفريدة للاطلاع على خطط إطلاق الأعمال التجارية من مشاركين من جميع أنحاء العالم. ومن أبرز الجهات الاستثمارية المشاركة: “500 ستارت أب” من الولايات المتحدة، و”جولدن جيت فنتشرز” من سنغافورة، و”شركاء المبادرات في الشرق الأوسط” من لبنان، و”جي بي إنفينيتي فنتشرز” من الهند، و”بيكو كابيتال” و”ستاندرد تشارترد برايفت إكويتي” من دولة الإمارات.
وقال داني فرحة، الرئيس التنفيذي لشركة “بيكو كابيتال” الاستثمارية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً، إن الوقت الراهن هو أنسب وقت للاستثمار في الشركات الناشئة، وأضاف: “يُدرك أولئك الذين شهدوا نمو رواد الأعمال ونجاحهم في هذه المنطقة أن دبي تشكّل نقطة تقاطع يتلقّى عندها أصحاب المواهب الدعم الأساسي الذي يساعدهم في قولبة الابتكار وتجسيد أفكاره”.