خالف ميشيل عيسى، العديد من القصص التي تحدثت عن رجال أعمال، غادروا أعمالهم بكل ما فيها من مال وجاه، واختاروا حياة دينية أكثر بساطة وتقشف، فقد تحول من موقعه كراهب درس العلوم الدينية في بلده الأصلي سوريا، ليكون رائد أعمال ناجح في بلده السويد، حيث يعيش اليوم.
من راهب الى رائد أعمال
درس ميشيل عيسى العلوم الدينية في بلده الأصلي سوريا، وعاش كراهب لمدة عشر سنوات أربعة منها في سوريا وستة في بريطانيا، وعندما عاد إلى السويد بعد إكمال دراسته اتخذ القرار الذي غير مسار حياته، حيث وجد أنه يستطيع خدمة المجتمع أكثر كرائد أعمال وليس كراهب.
بدأ عيسى البحث عن عمل ولكنه لم يوفق وشعر باليأس يقول:” في تلك المرحلة كنت عاطلاً عن العمل تقدمت للكثير من الوظائف، وفشلت في الحصول على وظيفة حتى في ماكدونالدز، شعرت بالإحباط واليأس الشديد ولكن الفكرة الأساسية التي ساعدتني في تجاوز هذه المحنة جاءت من أخي الذي قال لي في هذه المرحلة الصعبة من حياتك ستتعلم الكثير، وستكتسب الخبرة والمعرفة التي لن تستطيع تحصيلها من العمل والدراسة. علينا أن نبحث عن الفرص حتى في العقبات التي نصادفها في حياتنا، فهذه العقبات لا تدمرنا بالضرورة بل من الممكن أن تجعلنا أقوى”.
مشاريع ناجحة من أعمال خيرية
“بحكم دراستي وحياتي السابقة كراهب كان لدي علاقات مع الكثير من المؤسسات الخيرية في السويد، وكانت هذه المؤسسات تقيم المخيمات الترفيهية في الصيف، انطلقت من هذه الفكرة حيث قمت بتأجير المنزل الصيفي الذي تمتلكه العائلة لهذا الغرض، ودعوت أكثر من مؤسسة خيرية قمت بمراسلتها عبر الإنترنت، وصل عدد الأشخاص الذين قدموا إلى النادي الصيفي الخاص بي إلى 300 شخص، ثم فكرت أن أطور المشروع، فباع والدي المحل الصغير الذي كان يعمل فيه على تصليح الدراجات الهوائية، وأعطاني المال لتطوير المشروع.” كان هذا مشروع ميشيل عيسى الأول وتحول لأحد أهم مشاريعه الناجحة.
من عاطل الى مدير لـ 7 شركات
بدون سابق معرفة بريادة الأعمال، وبدون أي خبرة في هذا المجال، تحول ميشيل عيسى خلال عامين فقط من شاب عاطل عن العمل إلى رائد أعمال ناجح يدير سبع شركات رئيسية تشمل فنادق ومراكز مؤتمرات ومؤسسات تعليمية، بالإضافة لشركة تنتج الدراجات الهوائية في ألمانيا وتبيعها في السويد، وشركة استثمارية تهتم بالشركات الناشئة، بالإضافة لمؤسسات خيرية تقوم ببناء المراكز الطبية، ومساعدة المتضررين من الحرب في سوريا والعراق.
مشروع made of hope أسسه ميشيل عيسى بدعم من الحكومة السويدية بهدف مساعدة الشباب العاطلين عن العمل الذين يرغبون بدخول عالم ريادة الأعمال، حيث يقدم المشروع التوجيه والدعم لهؤلاء الشباب: “أحد أهدافي في الحياة هي مساعدة الآخرين ليصبحوا رواد أعمال، فالنجاح الشخصي للأفراد ينعكس إيجابياً على المجتمع بشكل عام”.
لا لليأس
يرى ميشيل عيسى أن الشباب يجب أن لا ييأسوا في رحلة البحث عن النجاح: “لا تفقدوا ثقتكم بأنفسكم وإيمانكم بقدرتكم على تحقيق ما ترغبون به، هذا لا يعني التكبّر أو الغرور، التواصل مع الآخرين هو مفتاح النجاح، إضافةً لإيجاد أشخاص يقدمون لكم التشجيع والدعم لا سيما في الايام الصعبة.” ويضيف: “لا تعقّدوا الأمور خذوها ببساطة، وافعلوا ما تشعرون به وتريدونه من الداخل”.
18 جائزة للنجاح
خلال ثلاث سنوات نال ميشيل عيسى 18 جائزة تقديراً لأعماله ونجاحاته المتواصلة، إضافةً الى جائزة ملك السويد، لم ينسَ ميشيل عيسى دوره الإنساني إذ يساهم من خلال المؤسسة الخيرية التي يمتلكها بمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في دخول المدارس، إضافة إلى الأطفال اليتامى الذين يقدّم لهم المساعدة الضرورية، ويقوم ببناء مراكز وكليات طبية في دول مثل الهند وبنغلاديش، ويساعد أيضا الأطفال والأسر المحتاجة كما هو الحال في لبنان وسوريا.
خدمة شعبه وبلده نجاح آخر يضاف لسجله
عن ذلك يعلّق عيسى بالقول: “مساعدة الناس وخدمتهم أمر جميل جداً، ويمدّني بالقوة كي أستمرّ وأكون رجلاً سعيداً وأحافظ على إنسانيتي في هذا العالم مهما بلغ شأني.” ويضيف: “في الأزمة الحالية التي تمر بها سورية شعرت بضرورة المساهمة بما يفيد بلدي، لذا أقوم بمساعدة الأسر المتضررة من الحرب وتقديم كل ما يلزم من دعم مادي ومعنوي، وقد وصل عدد الأسر التي أساعدها حالياً إلى 120 أسرة، وأعمل على زيادة المساعدات وتوسيعها لتشمل كل المحافظات، وفي النهاية شعرت بوجودي من خلال مساعدة أبناء بلدي، وأنه بالإرادة والتصميم يصل الإنسان إلى هدفه”.
النجاح لايقاس فقط بالمال
رائد الأعمال الناجح بحسب تعريف ميشيل عيسى هو الشخص الذي يكسب عيشه من عمل يحبه ويعشقه، وليس من الضروري أن يتحول كل رائد أعمال لمليونير: “المال لا يجب أن يتحول للهدف الأول، عليك كرائد أعمال أن تحدد المجال الذي تحبه وتبرع فيه، ومن المهم جداً الحصول على التوجيه من مستشار محترف يحفزك ويدلك على الطريق الصحيح.” ويركز ميشيل عيسى أيضاً على أهمية العلاقات الاجتماعية حيث يعتبرها مفتاح النجاح بالنسبة لرواد الأعمال. ويقول أيضاً: “نحن بحاجة لمزيد من رواد الأعمال الحقيقيين، ورائد الأعمال الحقيقي هو من يريد الخير لشعبه ومجتمعه”.
شعار ميشيل عيسى: “سعادتي ونجاحي من سعادة الآخرين ونجاحهم” ورسالته تتلخص بالتأثير الإيجابي في المجتمع عن طريق تقديم المساعدات المادية، وخلق فرص العمل، ومساعدة الشباب على تحقيق أحلامهم.
بماذا ينصح الشباب؟
*لا تفترض أن الحياة سهلة: الهروب من المواقف الصعبة لن يحل مشاكلك ولن يساعد في تحقيق أحلامك، ومعظم الناس لا يحققون أهدافهم لأنهم يستسلمون ببساطة، أنت تخسر فقط عندما تستسلم.
*لا تقلل من قيمة نفسك: ابحث عن عمل تحبه، ثق بنفسك، وابحث عن شخص يوجهك ويعطيك النصائح ويقف معك في الأوقات الجيدة والصعبة.
*حافظ على الصحبة الجيدة: جرب البقاء برفقة أشخاص إيجابيين يقومون بدعمك وتشجيعك ويفرحون لنجاحك.