يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون عند الشباب، بسبب البدانة والنظام الغذائي الفقير بالألياف وتناول اللحوم المعالجة، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني.
ينجم سرطان القولون عن أورام خبيثة تنمو في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة أو المستقيم، ومن اللافت ارتفاع نسبة تشخيص هذا المرض، الذي غالباً ما كان يصيب الكبار في السن، لدى الشباب في العالم، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة البدانة التي تمثل أحد عوامل خطورة الإصابة له.
- اقرأ أيضاً: طبيب منكليفلاند كلينك ضحايا السرطان من المراهقين والشباب في المنطقة لا يتلقون الرعاية الكافية
الامارات : السرطان يصيب الشباب بعمر مبكر
وتظهر هذه المشكلة أكثر في دولة الإمارات، حيث يبلغ عمر أصغر مريض سرطان قولون فيها 16 عاماً فقط، كما تشير بيانات دائرة الصحة في أبوظبي إلى أن سرطان القولون يصيب المرضى فيها بعمر أقل بـ15 عاماً مقارنة بالمرضى في الولايات المتحدة. كما تشير البيانات أيضاً إلى أن سرطان القولون هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال وثالث أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها عند النساء في الدولة.
اللحوم الحمراء وعلاقتها بسرطان القولون عند الشباب
د. آيدمير الرقاوي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” أشار إلى الخيارات الخاطئة المتعلقة بأسلوب الحياة على أنها من أهم الأسباب المؤدية إلى إصابة الشباب بسرطان القولون، وقال: “نلمس توجهاً واضحاً لدى الشباب لتناول الأطعمة المعالجة واللحوم الحمراء وتقليل استهلاك الألياف، وهي جميعاً عوامل خطورة معروفة للإصابة بسرطان القولون”.
تجنب الدهون الحيوانية وتناول الخضار والألياف
ونصح د. الرقاوي بالحد من تناول الدهون الحيوانية واستهلاك ما يتراوح بين 25 و35 غ من الألياف يومياً من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الغنية بالألياف، مضيفاً أن “هناك أدلة دامغة بأن الحمية الغذائية المتوازنة وممارسة ما يتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات من الرياضة المتوسطة، مثل المشي، أسبوعياً يفيد في الحد من نشوء سرطان القولون وتحسين الصحة”.
كليفلاند يمصح بالفحصوص المنتظمة
د. الرقاوي أكد على ضرورة أن يحرص المرضى المعرضون للخطر على إجراء الفحوصات المنتظمة للكشف عن سرطان القولون للوقاية منه ومحاربته، وأضاف: “لا يسبب سرطان القولون أعراضاً واضحة حتى يصل إلى مرحلة متقدمة. يجب على المرضى أن يدركوا أن هناك إمكانية للشفاء من هذا المرض والوقاية منه، وذلك في حال كشفه مبكراً من خلال الفحوص الدورية التي تتيح لنا رصد أي أورام حميدة أو نمو غير طبيعي في الأنسجة وعلاجها قبل أن تتحول إلى سرطان”.
*تنصح جمعية السرطان الأميركية المرضى الذين يواجهون مستوى متوسطاً من خطر الإصابة بسرطان القولون ببدء إجراء فحوصات الكشف عنه في سن الـ45 عاماً بدلاً من الـ50.
*تنصح السلطات الصحية في دولة الإمارات بذلك منذ سن الـ40. خاصة للأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو لا يعانون من أعراض.
*في حال وجود تاريخ عائلي للمرض أو أعراض، فيجب البدء بإجراء فحوصات الكشف المبكر قبل 10 سنوات، “ابتداء من 30 عاماً”.
*أظهر استبيان أجرته رابطة سرطان القولون أن الكثير من المرضى يتجاهلون الأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة المبكرة بسرطان القولون، والتي تتضمن الإمساك ووجود الدم في البراز والنفخة ونزيف المستقيم والإسهال، لمدة ستة أشهر على الأقل حتى يستشيروا الطبيب بشأنها.
*أظهر استبيان أجراه مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” في دولة الإمارات في العام 2018 أن الخوف من الألم المحتمل ومن أن تكون النتائج إيجابية والحرج الاجتماعي يمنع المرضى من إجراء تنظير القولون.
ونوه د. الرقاوي الى وجود فحوصات وعلاجات مبتكرة سريعة وغير مؤلمة. حبث تتوفر للمرضى خيارات العلاج الجراحي وجراحات المناظير والعلاج الكيماوي المتطور والقدرة على التعافي بسرعة”.