يتربع متحف المستقبل في دبي،على تلة خضراء، تشكل حديقة تحتضن أشجاراً وحوالي 100 نوعاً وفصيلة من النباتات، تشمل النباتات الهوائية والمتسلقة، مزودة بنظام ري ذكي وآلي من أجل ضمان بيئة أكثر استدامة.
- اقرأ أيضاً: مالذي توفره سفاري دبي بارك للشباب من هواة الطبيعة والمغامرة؟
- اقرأ أيضاً: دبي ترحب بعشاق الدراجات الهوائية بمسارات حديثة ومحطات لتأجير الدراجات
- اقرأ أيضاً: كيف تعيش تجربة تسلق المسارات الوعرة بين خلايا النحل في جبال الامارات؟
نباتات محلية تساعد النحل والطيور
ويمكن لزوار المتحف، بعد افتتاحه القريب، التعرف على مجموعة من النباتات والأشجار المحلية مثل: الغاف والسدر والنخل والأكاسيا التي تتأقلم سريعاً مع الظروف البيئية المحلية، مع فائدتها في استدامة أنواع النحل المحلي، أما أعشاب أرضية التل فهي تنتج بذوراً تساعد في المحافظة على حياة الطيور المحلية.
وقد اختار مصممو الحديقة بعناية قصوى أنواع النباتات المحلية القوية والقادرة على التأقلم مع المناخ. حيث تمت زراعة كمية كبيرة من النباتات كثيفة الأوراق التي تنمو عادةً بشكل طبيعي في المناطق الساحلية لمنطقة الشرق الأوسط، وهي نباتات تمتاز بنموها السريع وقدرتها على تحمل الأجواء الحارة، ولا تتطلب سوى حدٍّ أدنى من الري، ما يجعلها مثالية لزراعتها على التل الأخضر المستدام.
تقنية الجدار الأخضر
تم اختيار أنواع النباتات وتقنيات الري بعناية، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة التل المنحدر، الأمر الذي تتطلب تقنيات تنسيق تختلف عن تقنيات الحدائق التقليدية في ما يتعلق بالتربة وعمليات الغرس، حيث تم استخدام تقنية تسمى “الجدار الأخضر” مع نظام الخلية للمنحدرات وأنظمة الري المتخصصة التي تستخدم المياه المعاد تدويرها.
الري الذكي
ومع ارتفاع درجات الحرارة في صيف دبي، وقلة معدل الأمطار في العام الواحد، كان الري أحد الاعتبارات الرئيسية التي أخذت في الحسبان، فالمتحف يستخدم تقنيات الري الذكي عبر نظام شبكي تحت السطح يقوم بتوصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات والأشجار المحيطة بطريقة فعالة، بينما يسمح الانحدار للتل بالتدفق السريع للمياه، ما يلغي الحاجة إلى الري عبر ضخ المياه، كما يتم استخدام الكثير من أنظمة التجميع وإعادة تدوير المياه لتقليل إهدار المياه بنسبة تقارب الـ25%.
أهم أشجار حديقة المتحف
تحيط بمتحف المستقبل، نباتات وأشجار الغاف والسدر والنخل والأكاسيا، التي عرفها سكان الامارات منذ القدم:
الغاف الشجرة الرمز
من الأشجار الأصيلة التي تتواجد بكثرة في صحراء الإمارات وترتبط بتراث وتاريخ المنطقة لفوائدها في حياة الأجداد في الماضي كما تمثل قيمة ثقافية كبيرة في الدولة لاقترانها بهوية الإمارات وتراثها. وتمتاز شجرة الغاف بتحملها لحرارة الصحراء وجفافها وشح أمطارها، فهي شجرة قوية تمتد جذورها حتى 50 متراً تحت الأرض وطولها يصل إلى 28 متراً، وفي عام 2019 تم اختيار شجرة الغاف لتكون رمزاً وشعاراً للتسامح في عام التسامح بدولة الإمارات.
شجرة السدر
تنتشر في كل الإمارات. ويتحمّل السدر إلى حدٍّ ما الملوحة، ويقاوم الجفاف، ويتحمّل الرعي الجائر. وهو شجر طويل، ذو أشواك، يصل طوله إلى 12 متراً تقريباً، والسدرة شجرة دائمة الخضرة، وجذورها عميقة، قويّة ومتشابكة.
النخيل الشجرة المباركة
يربط بين تاريخ دولة الإمارات وأهلها وبين شجرة النخيل علاقة حياة ووجود، ويؤكد الحاضر قوة هذه العلاقة، وهو ما يؤكده مدى الاهتمام الذي يوليه الإماراتيون، قيادة وشعباً، لهذه الشجرة المباركة.
الأكاسيا
تنمو شجرة الأكاسيا فوق الكثبان الرملية والأسطح الصخرية وفي قيعان الأودية الطينية، وتتحاشى المناطق التي تغمرها مياه السيول الموسمية، ويمكنها العيش في ظروف مناخية قاسية عند انخفاض منسوب الأمطار بمقدار سنوي يتدنى إلى 40 مليمتراً، وتتحمل هطول الأمطار بمعدل قد يصل إلى 1200 مليمتر، كما أنها تتحمل الجفاف لمدة عام كامل، وتمتد عروقها إلى 50 قدماً في التربة الرملية.