شهدت مدينة دبي الأكاديمية العالمية زيادة كبيرة في عدد الطلاب الجدد للعام الدراسي 2018/2019، حيث تم تسجيل إجمالي 27500 طالب، ما يمثل قفزة بنسبة 7% مقارنة بالسنة السابقة، فيما سجل الإماراتيون في جامعات الفروع الدولية زيادة بنسبة 40%، ما يشير إلى أنهم يفضلون بشكل متزايد الدراسة داخل البلاد بدلاً من السفر إلى الخارج.
وتتسم هذه الزيادة بأهمية خاصة على ضوء الاتجاهات الجديدة في السوق العالمية لقطاع التعليم. إذ تشير صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على نطاق واسع كوجهة رائدة في مجال التعليم العالي، قد شهدت انخفاضاً في أعداد الطلاب الدوليين (الدراسين في الخارج) مع تراجع عدد التأشيرات الصادرة بنسبة 17%، ما يمثل انخفاضاً نسبته 40% مقارنةً مع فترة الذروة في عام 2015. وقد كانت الهند والصين أكبر المتأثرين، حيث انخفضت التأشيرات الممنوحة للطلاب الهنود بنسبة 28%، مقابل 24% للطلاب الصينيين.
وعلى النقيض من الاتجاه السائد في الولايات المتحدة، أفادت جامعات مدينة دبي الأكاديمية العالمية عن زيادة بنسبة 106% من الطلاب الصينيين و5% من الطلاب الهنود المسجلين حالياً في جامعات المدينة البالغ عددها 27 جامعة. كما سجل طلاب كوريا الجنوبية أعلى زيادة في أعداد الطلاب بنسبة 161%، وزاد طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 65%.
وفي خطوة من شأنها تعزيز وتيرة نمو أعداد الطلاب الدوليين، تبنت دولة الإمارات توجها أكثر مرونة في استقطاب الطلاب الدوليين من تلك الدول وسط التحديات السياسية المتنامية التي تسود وجهات التعليم التقليدية الأكثر شهرة، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد ساعد طرح لوائح جديدة للتأشيرات، والاتفاقيات الأخيرة المبرمة بين الصين والإمارات، ومنها اعتماد جامعات دبي في الصين، على الارتقاء بمستويات التعاون الثنائي بين البلدين، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الطلاب الدوليين الذين يرغبون بالدراسة في الإمارات.
من جانب آخر، أعلنت الإمارات مؤخراً عن تأشيرات مدتها خمس سنوات للطلاب، وقد تصل المدة إلى 10 سنوات للطلاب المتفوقين، وهو ما يعكس تزايد التركيز والاهتمام باستقطاب أصحاب المواهب والمحترفين والاحتفاظ بهم. ومن شأن هذا التغيير أن يسمح للطلاب بالتخطيط لمستقبلهم بشكل أفضل عقب التخرج، فضلاً عن دعم تنمية المواهب المحلية في المنطقة.
وتماشياً مع تزايد الطلب من مختلف القطاعات، وتنامي أعداد الطلاب الذين يأتون إلى المنطقة سعياً وراء التعليم العالي؛ عملت جامعات مدينة دبي الأكاديمية العالمية على تحديد متطلبات هذا القطاع وقدمت مجموعة برامج تدعم تلك المتطلبات من خلال زيادة عدد البرامج الدراسية المتاحة إلى 512 للعام الدراسي المقبل، ويشمل ذلك 239 درجة بكالوريوس و249 درجة ماجستير و24 درجة دكتوراه.
ويتواصل نمو مجتمع المؤسسات الأكاديمية المرتبطة بمدينة دبي الأكاديمية العالمية، حيث انضمت إليها جامعة بيرمنغهام العريقة في أواخر العام 2017، وبدأت عامها الأكاديمي الأول بتقديم برامج أكاديمية معتمدة. وقد أعلنت الجامعة التي تحتل مرتبة مرموقة بين أبرز 100 جامعة بريطانية ضمن مجموعة راسل، عن برنامج بكالوريوس جديد في المحاسبة والشؤون المالية، وبرنامج بكالوريوس في الاقتصاد والبنوك والشؤون المالية، وبرنامج ماجستير في القانون التجاري الدولي.
وتم الإعلان عن برامج وشهادات أكاديمية إضافية لدى الجامعات العاملة في مدينة دبي الأكاديمية العالمية، بما في ذلك جامعة “ميدلسيكس دبي” التي أطلقت شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال (تخصص الابتكار)، وشهادة ماجستير إدارة الأعمال في الاقتصاد الإسلامي. من ناحيتها، أطلقت جامعة “كرتن- دبي” شهادة البكالوريوس في التصميم الرقمي، في حين أطلقت جامعة أميتي شهادة بكالوريوس جديدة في الإدارة السياحية، وشهادة بكالوريوس في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني.
وشهدت الجامعات في مدينة دبي الأكاديمية العالمية أكبر مجمع للتعليم العالي في الشرق الأوسط، ارتفاعاً في عدد الطلاب الدارسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث توفر 142 برنامجاً أكاديمياً في هذه الاختصاصات الأربعة. ويأتي ارتفاع الطلب على تلك البرامج تماشياً مع التوجهات العالمية، إذ نمت الوظائف في تلك التخصصات بمعدل أسرع بكثير من الوظائف في اختصاصات أخرى خلال العقد الماضي (أي بنسبة 24.4% مقابل 4.0%). كما يحظى الموظفون المتخصصون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات برواتب أعلى بنسبة 29% من نظرائهم في مجالات أخرى، وذلك بحسب وزارة التجارة الأمريكية.