د. ثاني بن أحمد الزيودي،وزير التغير المناخي والبيئة في الامارات
” لا تعطني سمكه، بل علمني كيف أصطاد”، لسنوات طويلة تربع هذا المثل الصيني القديم على قمة الأقوال المأثورة للنجاح في مجالات عدة في شتى نواحي الحياة، فمحوره الرئيس هو التعليم والتعلم وخلق جيل واعٍ قادر على الإدراك والإنتاج وليس الاستهلاك فحسب.
بناء الإنسان ورفع مستوى وعيه باحتياجات التطور بشكل عام، ومتطلبات العمل في ظل منظومة متكاملة بشكل خاص، أمر صعب للغاية.
ومن النادر أن نشهد تجارب دول تمكنت من تعليم أبنائها مقتديه بنهج قادة ذوي فكر مستنير لتحقق نقله في مسيرتها، كما هو الحال في نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت خلال 47 عاماً فحسب تطوراً ملحوظاً في بناء الإنسان بشكل عام، والكوادر المتخصصة بشكل خاص بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة.
لكن التساؤل هنا هل ما تزال حكمة المثل القديم مجدية في ظل التطورات التي نشهدها حالياً؟
من الجيد أن نتعلم “الصيد” بحسب المثل، بدلاً من البقاء مستهلكين فحسب؟
هذا المنظور هو ما حاولنا تطبيقه عبر ملتقى تبادل الابتكارات في مجال المناخ – كليكس – الذي حقق نجاحاً كبيراً في دورته الأولى 2018، وعبر منصة الملتقى استهدفنا خلق شراكة حقيقية فعالة بين أطراف المعادلة بالكامل: القطاع الحكومي والمستثمرين والشباب القادر على الابتكار، وكان الهدف الرئيس هو إيجاد حلول جديدة لمحدودية التمويل اللازم لتحويل ابتكارات الشباب في مجالات البيئة والاستدامة والعمل من أجل المناخ إلى مشاريع فعالة على أرض الواقع.
الهدف هنا لم يكن تعليم هؤلاء الشباب “الصيد” فحسب، فما وفرته دولة الإمارات خلق منهم مبتكرين حقيقيين، ولم يكن توفير تمويل مباشر لهم، بل اتاحة الفرصة للتأكيد على جدوى حلولهم الابتكارية أمام رجال أعمال محترفين، جدوى من النوع الاقتصادي في المقام الأول ثم الجانب الاجتماعي والخدمي للمجتمع المحلي والعالمي.
ومع الإعلان عن فتح باب قبول طلبات المشاركة في الدورة الثانية من الملتقى والتي تأتي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019، سجلنا نموا في اجمالي الطالبات بنسبة بلغت 222%، وزيادة في اعداد المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في المشاركة بنسبة 50%.
وعبر “كليكس” نسعى لإيصال رسالة إلى الشباب بأهمية تطوير الذات واكتساب كافة المهارات اللازمة للتحول إلى رائد أعمال قادر على الابتكار وتسويق ابتكاره وتحقيق الإفادة المرجوة منه للمجتمع.