طالب طبيب أمريكي بارز في مجال السرطان بمزيد من التركيز على ضحايا السرطان في أوساط الشباب والمراهقين، ممن تتراوح سنّهم بين 15 و40 عاماً، ويشكّلون غالبية السكان في منطقة الشرق الأوسط، داعياً إلى زيادة الاهتمام بهم
ويساهم اتباع عادات معيشية سيئة، كالتدخين والابتعاد عن النظام الغذائي السليم وقلّة ممارسة التمارين الرياضية، في نمو انتشار مرض السرطان في المنطقة، بعدما ثبت منذ فترة طويلة علاقة التدخين بالإصابة بسرطان الرئة، فضلاً عن الاعتقاد الراهن بأن البدانة تؤدي إلى مجموعة من أمراض السرطان، كالقولون والثدي.
وقال الدكتور ربيع حنا، أخصائي أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، إنه يجري التغاضي عن الشريحة الكبرى من مرضى السرطان في المنطقة أو عدم تقديم القدر الكافي من الرعاية الصحية المناسبة لهم، عازياً ذلك إلى عدّة أسباب وصفها بالبسيطة. وأوضح الدكتور حنا أن معظم المراهقين والشباب المصابين بالسرطان في المنطقة “يتلقون العلاجات نفسها التي يتلقاها كثير من كبار السن، مع أنه بات معروفاً الآن أن بيولوجيا المرض تختلف من مريض إلى آخر بحسب السنّ”، وأضاف: “نظراً لانشغال هذه الفئة من مرضى السرطان عادة بالدراسة أو العمل أو تنشئة الأسرة، فإنهم أقل عُرضة للمشاركة في تجارب الأدوية السريرية ذات الأهمية الحيوية التي قد تُفضي إلى خيارات علاجية مذهلة”.
وتشير الأبحاث إلى أن المرضى من المراهقين والشباب، المصابين بأمراض سرطانية تشيع بين الأطفال، مثل لوكيميا الأرومة الليمفاوية الحادة، يستفيدون من أساليب علاجية أكثر شدّة مماثلة لتلك المتبعة في علاج الأطفال من هذا المرض. وقد ألقى المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الضوء على الفجوة القائمة في الرعاية الصحية المقدمة لشريحة المراهقين والشباب، مظهراً كيف تُبيّن الدراسات تخلّف هذه الشريحة عن شرائح الأطفال أو البالغين الكبار في تحسّن مستويات البقاء على قيد الحياة والتسجيل في التجارب السريرية، مطلقاً عليها اسم “فجوة المراهقين والشباب”.
ودعا الدكتور حنا الأطباء في المنطقة إلى تقديم دعم نفسي واجتماعي أكبر للمراهقين والشباب المصابين بالسرطان، علاوة على إحالة أبناء هذه الفئة العمرية إلى مراكز علاجية تتمتع بالخبرة المنشودة لتلقي العلاج من السرطان.