غادرت فدوى باروني ليبيا للدراسة فى المملكة المتحدة. وبعد أن أتمت دراستها هناك فى هندسة البترول، عملت في إحدى الشركات فى اسكتلندا كمهندسة بترول، وأوكلت إليها مسؤولية التسويق للشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لاحقاً، دخلت عالم الأزياء، وعن هذه الخطوة تقول:”بدأت قصة دخولي عالم الأزياء في العام 2002. وتلقيت كل الدعم من عائلتي وزوجي تحديداً، والتحقت بمعهد خاص بالتصميم فى فترة المساء. وبعد عامين تم قبولي بمعهد “أدنبرا” للفنون، وهو المعهد الذي لا يقبل أكثر من 100 طالب في الدفعة الواحدة، وقد كنت واحدة من 1000 متقدم. وحين قرر زوجي الانتقال إلى دبي فى عام 2006، استكملت دراستي للأزياء في الشارقة، وتخرّجت وشرعت فى إطلاق تصاميمي الخاصة التي من خلالها رأت علامة (باروني) النور”.
مشروع بتمويل ذاتي
استعانت فدوى بمدخراتها الذاتية لتمويل مشروعها، وتكفلت مع زوجها بكافة المصاريف التي تطلبها المشروع، وهي تشاورت أيضاً معه حول تفاصيل العمل، كونه يملك خبرة في إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى المشاريع الكبيرة. وتوضح:” كان الهدف الأول الحصول على رأي خبير في اختياراتي فيما يتعلق بالأمور الثانوية المرتبطة بصناعة الأزياء، مثل تنظيم عروض الأزياء وجلسات التصوير واختيار شركة التصوير المناسبة والمكان وتكوين مفهوم كل مجموعة بما يجمع بين كلا متطلبات المرأة العربية، والغربية لتتوافق مع متطلبات هذا المكان من العالم”.
“ككل مشروع جديد، فإن التحدي الأكبر هو التمويل الكافي، أضف إلى أن الكثيرين لا يضعون حسابات صحيحة قائمة على احتمالي الربح والخسارة أو احتمال تأخر الربح إن صح التعبير. فكل مشروع بحاجة إلى انتظار قبل أن يفرض وجوده ويحدد مميزاته، تقول فدوى، وتضيف: الآن بعد أن احتفلنا مؤخراً في الربع الأخير من 2014 بسنويتنا السادسة في الإمارات، باتت باروني علامة مميزة لدى الجماهير في الامارات والخليج وتمكنا من تعزيز ليس فقط الوعي بالعلامة وقيمها انما أيضا خلق نوع من الولاء لدى عملائنا لها حيث انهم يشعرون بالفخر بمنتجاتنا. بالتأكيد تطلب منا ذلك الكثير من الجهد والمتابعة، واليوم نحن نرى النتائج ونسعد بذلك، خاصة عندما يردنا طلبات بتواجد علامة باروني في المحال ودور الأزياء والمراكز التجارية، وطلبات للاستحواذ على تمثيل لعلامتنا في دول العالم”.
اطلاق المشروع في دبي لأسباب عدة
ورغم أنها عاشت في أوروبا إلا أنها اختارت دبي لاطلاق مشروعها، وهي تشرح أسباب ذلك بقولها:”دبي تدعم النجاح وهي بيئة حاضنة للمشاريع الناجحة. ان الدعم للاستثمار وتسهيلاته تجذب الكثيرمن أصحاب الأفكار الخلاقة. أضف إلى أن الانطلاق من دبي يتيح لنا الوصول إلى مختلف الجنسيات، ويعزز من خبرتنا حول متطلباتهم. نحن نتعامل مع الكثير من متاجر العرض في الدولة ومنطقة الخليج وقد استطعنا الوصول إلى كل هذه الأسواق من خلال دبي”.
العمل دون احتساب الساعات
عن أسلوب ادارتها لعملها وعدد الساعات اليومية التي تمضيها فيه، تقول:”من يصمم على النجاح لا يحتسب الوقت الذي يقضيه في متابعة أعماله، خاصة أن بعض الأمور تستدعي وجودي شخصياً لاتمامها. خاصة أن عالم الأزياء واسع وهو ما يتطلب منا بالإضافة إلى موضوع الإعداد والتصميم والحياكة، القيام بحملات تسويقية والتعامل مع مصورين محترفين والتواجد الميداني المستمر. إضافة إلى ذلك ضرورة القيام برحلات عالمية، دورية للاطلاع على آخر صيحات الموضة”.
تفتقر أسواق المنطقة، للمهنيين، وتلفت فدوى لوجود صعوبات واضحة في هذا الشأن، خاصة أن هذا المجال يتطلب مهارات وموهبة لا يمكن توافرها في أي شخص. وتقول:” تمكنت من تأمين الكفاءات البشرية عبر البحث المستمر في معاهد الموضة وارتياد المعارض المتخصصة وعروض الأزياء المختلفة. كما أنني أقوم بشكل متواصل بالبحث عن أبرز المواهب في هذا المجال لتوظيفها في دار أزياء باروني”.
النجاح وسط المنافسة
عن المنافسة في عالم الأزياء تشير إلى وجود منافسة وخاصة في دبي، وتضيف :” نمتلك ليس فقط الموهبة بل أيضاً الحرفية والموضوعية للتميز في مجالنا. تعلمت على مدار أعوام أن التميز عنوان النجاح، لذا نحضر جيداً قبل تصميم أي قطعة ونراعي أمور كثيرة خلال عملية التصميم، أولها الراحة والأناقة ومن ثم التفاصيل الأخرى مثل كونه مناسباً لعادات المرأة العربية عموماً وغير ذلك من تفاصيل”.
تركز فدوى حالياً على تصميم الفساتين النسائية لكونها الأكثر طلباً واقبالاً. وقد تتوسع عملياتها في المستقبل لتشمل أنواع أخرى، وهي تقوم بالتسويق لمنتجاتها عبر عدة وسائل، وتضيف :” في الكثير من الاحيان يأتي التسويق بشكل غير مباشر، حيث اكتسبنا ثقة وسمعة مهمة بسبب جودة منتجاتنا، وقد قمنا بالبناء على هذه السمعة الطيبة للتواصل مع زبائنا بطريقة مستمرة، واطلاعهم على آخر مستجداتنا، عبر مختلف وسائل الاعلام وبينها شبكة الانترنت، وأعتقد أن الطريقة الأكثر جدوى للتسويق والترويج من خلال تجربتي، هي جودة المنتج”.
التوسع في أكثر من مكان
أدخلت فدوى التقنية في مراحل انتاجها، مثل تقطيع القماش والرسم عليه، لكنها تستخدم عادة مع الملابس الجاهزة التي تصنع منها آلاف القطع، لكن في الأزياء التي تقتصر على عدد محدود من النسخ، مثل باروني فإنه يتم استخدام التكنولوجيا لوضع لمسات على التصميم نفسه وليس على تصنيعه. حيث يتم صناعة جميع أزياء الدار بشكل يدوي واهتمام شخصي من قبل مجموعة من الحرفيين، وتحت إشراف شخصي من قبل صاحبة الدار وفي كافة مراحل العمل”.
حول خططها المستقبلية، تقول :”نحمل الكثير من خطط التوسع إلى مناطق أخرى من دولة الإمارات وتوسيع نطاق عملياتنا بشكل كبير في دبي تحديداً، كما سنقوم بتوسعة طاقم عملنا لنكون على أتم الاستعداد إلى زيادة الطلب المتوقع خلال الأعوام القادمة، وخطتنا للعام المقبل هي توسعة رقعة تواجدنا في العالم من خلال وكالات حصرية واتفاقيات تمثيل”.