قام فريق من طلبة وأساتذة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، بتصنيع “البيت الصغير” كبناء مستدام وصديق للبيئة. وقد عمل على تصميم وبناء البيت الصغير، ليكون بمثابة مختبر لطلبة الجامعة والباحثين ، وكمنبر لمستقبل الابتكار والاستدامة وريادة الأعمال.
ورغم أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في الجامعة الأميركية في الشارقة، إلا أنه يسهم بحملة البيت الصغير العالمية واسعة الانتشار. وقد بدأت الحركة في الولايات المتحدة في التسعينيات من القرن الماضي في محاولة لمكافحة ارتفاع تكاليف السكن والآثار البيئية الضارة الناجمة عن مساحات المساكن المفرطة.
فعلى الرغم من انخفاض عدد الأفراد لكل أسرة في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة، إلا أن أحجام المنازل قد زادت بشكل كبير. كما ارتفعت تكلفة المساكن مقارنة بمتوسط الدخل بشكل كبير أيضاً، مما أدى إلى عزل العديد من الأمريكيين عن حلم تملك منازلهم. وتعمل حركة البيت الصغيركرد فعل عكسي على هذه الاتجاهات، مبينة إمكانية تملك المنازل المستدامة والمريحة.
وبمساحة تبلغ فقط 194 قدم مربع، أي 18 متر مربع، يستخدم المنزل الصغير للجامعة الأميركية في الشارقة موارد أقل بكثير من المنازل التقليدية في البلدان المتقدمة. كما تم تجهيز المنزل بعدد من الابتكارات التي تقلل من استخدام المياه والطاقة إلى الحد الأدنى، وتقلل البصمة الكربونية، بما في ذلك جدران خفيفة الوزن، بمحتوى منخفض من الأسمنت ومعدلات عزل عالية ومقاومة للحريق، وصنابير بأجهزة استشعار، وإعادة استخدام المياه الرمادية. وتشمل الخطط المستقبلية تزويد البيت الصغير بالطاقة الشمسية، والتبريد بالطاقة الأرضية، ومرحاض يعيد تدوير الفضلات.
وتوفر حركة منازل صغيرة الفرصة لتملك المنازل من قبل الأشخاص الذين لا يملكون فرصة للعيش في مكان خاص بهم، بما في ذلك خريجي الجامعات الجدد والمتقاعدين. وفي البلدان النامية، تقدم المنازل الصغيرة أيضا فرصة للخروج من التشرد والفقر، وتوفير مساحة معيشة ليست رخيصة فقط للبناء، ولكن أيضا غير مكلفة نسبيا لتشغيل.
وسيبقى البيت الصغير في مختبر الجامعة الأميركية في الشارقة في الهواء الطلق، ليستخدمه طلبة الجامعة كمساحة لاختبار الأفكار والابتكارات الجديدة، مما سيعطي فكرة عن شكل الحياة المستدامة في المستقبل.