حصلت بيكي بيمر، الأستاذ المساعد في كلية العمارة والفنون والتصميم في الجامعة الأميركية في الشارقة على جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان بورتلاند الدولي السينمائي لعام 2018 عن فيلمها “قسم: بي 12″، والذي يعرض مشاهد حقيقية من خلف كواليس العمل في قسم الولادة البسيط في مستشفى الجامعة التعليمي في زامبيا.
ويتضمن الفيلم الذي يتتبع حياة المرضى والأطباء والممرضات والقابلات في المستشفى وهي تتقاطع مع بعضها البعض وتتكشف شيئاً فشيئاً، سرداً مؤثراً وقوياً لحكايات ركزت على صور العزم والمثابرة والقوة والصبر وناقشت قضايا الموت والحياة، فهدفت من خلالها إلى رفع درجة الوعي بضرورة تحسين الخدمات الصحية المقدمة للنساء في زامبيا.
وقالت بيمر عن موضوع الفيلم: “تموت واحدة من كل 79 امرأة في زامبيا بسبب تعقيدات في الحمل، لذلك فالحاجة ملحة لتحسين الخدمات وحماية النساء الأكثر ضعفاً وهشاشة. وفي حين أن منظمة الصحة العالمية أكدت على أهمية وضع صحة المرأة في سلم الأولويات، إلا أن انقطاع الكهرباء المتكرر وقدم الأدوات الطبية والأجهزة وقلة الموارد والمستلزمات تركت النساء في وضع صعب يعانين فيه من مختلف المشاكل والتعقيدات مثل حالات الإملاص أو ولادة جنين ميت والصعوبات الاقتصادية وقضايا التنظيم الأسري وتعقيدات مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).”
حصلت بيمر خلال تصوير الفيلم على تصريح خاص للدخول إلى القسم حيث كان مرحباً بها لمراقبة التحديات اليومية والصعوبات التي كان يواجهها الطاقم الطبي ورؤية الآلام والصعوبات التي كان تواجهها العديد من المريضات اللاتي كن يجبرن على إيجاد وسائل للتكيف والتعامل مع المعدلات المرتفعة لوفيات الأطفال حديثي الولادة والأمهات، ومواجهة خطر الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والصمود أمام دوامة الصراع الاجتماعي والاقتصادي التي لا تنتهي.
وقالت بيمر: “كان هذا من أكثر الأفلام الوثائقية التي عملت عليها صعوبة في حياتي، لأنني كنت أعمل على مواضيع صعبة تتعامل مع مواقف نفسية وعاطفية، إلى جانب التعامل مع إجراءات حكومية جديدة، وكان هذا كله بالطبع يحدث تحت ظروف معيشية تحت المستوى.”
وتلقى الفيلم الوثائقي دعماً كبيراً من الشعب الزامبي ومن وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الصحة في زامبيا والطاقم الطبي والإداري في مستشفى الجامعة التعليمي وقسم الصحة العالمية للنساء في جامعة نورث كارولينا. وأضافت بيمر: “أنا ممتنة جداً لهذا الدعم الذي أتاح لي الفرصة لصناعة هذا الفيلم ودعم هذه القضية وأنا آمل بأن يرفع هذا الفيلم درجة الوعي عما يحدث في زامبيا.”
كانت بيمر قد قدمت فيلمها الوثائقي في بدايات عام 2018 للمهرجان إلا أنه تم إبلاغها بالفوز عند حضورها للمهرجان نهاية ذلك العام.
“تفاجأت عندما علمت بأنني فزت بالجائزة، حتى أنني اضطررت أن أنتظر تبليغي رسمياً بالجائزة قبل أن أخبر أحداً بذلك، فالمهرجان كان يضم مجموعة من الأفلام الرائعة وكان لي الشرف بأن يتم تكريمي من قبل زملائي. إن مهرجان بورتلاند الدولي السينمائي كان من أفضل المهرجانات المضيفة لمثل هذا النوع من الأفلام لأنها تحتاج لجمهور يهتم بالقضايا الاجتماعية ويتذوق أيضاً اللمسة الفنية في الفيلم.”